منذ 5 أيام
مقتنيات ماري انطوانيت فى ضيافة متحف فيكتوريا وألبرت
يحتضن متحف «فيكتوريا وألبرت» بجنوب كنسينغتون في لندن. أول معرض في المملكة المتحدة مخصّص لحياة الملكة الفرنسية ماري أنطوانيت من 20 سبتمبر وحتى 22 مارس 2026المقبل.
ويتضمَّن 250 قطعة فنّية، بما فيها الملابس والفنون الزخرفية؛ بعضها مستعار من قصر فرساي في فرنسا، فمن المعروف ان الأرشيدوقة النمساوية التي أصبحت آخر ملكة لفرنسا كان لها تأثير هائل في الذوق والأزياء الأوروبية في عصرها.
سيُقدم معرض تحت عنوان 'أسلوب ماريا أنطوانيت' مجموعة من مقتنيات الملكة الشخصية النادرة، مع استكشاف تأثيرها المستمر على المصممين المعاصرين، رغم أسلوب حياتها الباذخ وخزانتها الفخمة ومجوهراتها الفاخر والتي يجعلها ملكة غير شعبية بشكل كبير في زمن حكمها، ولكن لا يمكن إنكار أن ماريا أنطوانيت كانت الملكة الأجمل والأكثر أناقة في التاريخ. كانت، إلى جانب زوجها الملك لويس السادس عشر، رمزًا للفوارق الاقتصادية التي أدت إلى الثورة الفرنسية عام 1789، وهي الثورة التي انتهت في النهاية بإعدام الملكين.
والجدير بالذكر ان العديد من رموز التصميم، يقدّرون ماريا أنطوانيت كرمز دائم لأسلوب عصر" الروكوكو"، الذي كان سائدًا في ذلك الوقت. وأزدهر كثيرا في التصميم الإنجليزي بين عامي1740-1770 وكان يتمحور حول التركيز على الفضة ونقوش الزخارف في ثلاثينيات القرن 18، ولعب الفنانون والحرفيون المهاجرون، بمن فيهم اللاجئون "الهوغونوتيون" من فرنسا، مثل بول دي لاميري، دورًا رئيسيًا في انتشاره.
تم اختيار محتويات المعرض بناءً على حياة ماريا أنطوانيت الحيوية، وشهرتها الفريدة، وسمعتها التي تمتد لقرون، ويضم المعرض حوالي 250 قطعة، العديد منها لم يُرَ من قبل خارج قاعات فرساي الذهبية.
بالإضافة إلى تلك القطع النادرة، سيتناول المعرض أيضًا إرث الملكة المعقد كمشاهير ملكي – آنذاك والآن بالإضافة إلى كونها مصدر إلهام رئيسي لأبرز المصممين والمبدعين مثل "موسكينو"، "مانولو بلانيك" وكذلك "ديور"، "شانيل" بالإضافة الى دار " فيفيان ويستوود".
من جهتها، قالت أمينة المعرض، سارة غرانت: إن الجمع بين البهاء، والعرض التشويقي ، والمأساة في حياة الملكة ماري أنطوانيت لا يزال يثير الإعجاب كما كان في القرن 18، و من بين أبرز القطع التي يشاهدها جمهور المعرض هو عقد الألماس الشهير من" ساذرلاند"، الذي اشتره متحف فيكتوريا وألبرت عبر مزاد "سوثبيز" في عام 2022.
ويعد هذا العقد من أكثر الألغاز شهرة في تاريخ المجوهرات، وهو جزء من القضية المعروفة باسم 'قضية عقد الملكة'، وهو قطعة من الألماس القديم من "ريفيير"، تتكون من 20 قطعة ماسية قديمة، بعضها يصل وزنه إلى 15 قيراطًا.
وكما تشرح دار المزادات، فإن ماريا أنطوانيت لعبت دورًا رئيسيًا في أحداث القضية، فهي كانت ضحية لعملية احتيال معقدة، لكنها لم تكن أبدًا مالكة للعقد. ومع ذلك، فإن الفضيحة تسببت في أضرار لا يمكن إصلاحها لسمعتها، ووفقًا لسوثبي، ساهمت بشكل كبير في الشرارة التي أشعلت الثورة الفرنسية.
كما تبرز قطعتان أخريان من المجوهرات تعودان للملكة، يُعتقد أنهما تم تهريبهما من فرنسا قبل وفاتها، بين القطع المعروضة، عقد لؤلؤ طبيعي وألماس بيعت في سوثبيز مقابل 36 مليون دولار في عام 2018، بالإضافة إلى بروش رباط مزدوج مزين بألماس بشكل وسادة وألماس دائري، تم تصنيعه في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وربما أُضيفت إليه قطعة لؤلؤة صفراء قابلة للفصل في القرن التاسع عشر.
بعض القطع الأخرى أكثر تواضعًا، لكنها تثير نفس القدر من الإعجاب، وتدعوا الزوار لدخول غرفة نوم الملكة الفخمة بشكل أعمق، مثل أجزاء من فستان محكمة، وحذاء من الساتان الوردي مرصع بالخرز، وزجاجة عطر من حقيبتها الشخصية للسفر، التي كانت تُستخدم لنقل أدوات الشاي المحمولة أو مستحضرات التجميل، وتُعرف باسم 'نيسيساريه دي فويج' والتي تعني حقيبة السفر الفرنسية.
إلى جانب عرض هذه القطع التاريخية النادرة، يسعى المعرض إلى ربط عناصر أسلوب ماريا أنطوانيت الأساسية بالحاضر عبر مجموعة من الأقسام المتعددة' كل قسم يستخدم تقنيات وسائط متعددة، أو عروض مسرحية، أو تجارب حسية لاستكشاف كيف تم إعادة تصور حياتها باستمرار خلال 250 سنة.
من الأمثلة على ذلك، رسومات مائية متوهجة بواسطة إيرتي، وجورج باربييه، وإدموند دولاك؛ وأعمال معاصرة للفنانة بيث كاتليمان ومصمم الأزياء والمنسوجات، فيكتور غليومود؛ وتجربة غامرة ستعيد خلق روائح البلاط، بما في ذلك العطر المفضل لدى الملكة نفسها